الثلاثاء، 6 ديسمبر 2011

المحامي الشيخ سليمان الرشودي




في يوم (14/محرم/1428 هـ) الموافق (1/فبراير/2007 مـ) تمّ اعتقال المحامي الشيخ/ سليمان الرشودي (74 سنة) مع تسعة من زملائه في جدة لإحباط عريضة إدعاء حقوقية كان من المفترض أن ترفع إلى ديوان المظالم ضد جهاز المباحث

بخصوص بعض موكليه الذين تم اعتقالهم تعسفيا دون لائحة اتهام أومحاكمات، وقد أُسر على إثر هذا، لمجرد مطالبته الإفراج عمن سجن من دون تهمه ولم يحاكم.

وفي اعتقال الشيخ الأخير يتم الضغط النفسي والجسدي عليه من خلال السجن في زنزانة انفرادية لفترة طويلة، وحرمانه من رؤية الشمس والهواء الطلق رغم كبر سنه الذي تجاوز السبعين سنة، مما سبب له أمراض ومضاعفات خطيرة، وتم

نقله إلى جناح النساء والولادة في مستشفى (باقدو والدكتور عرفان) في جدة تحت إقامة جبرية وحراسة مشددة والآن هو يقبع في إصلاحية ذاهبان في جدة، وله زيارة عامة واحدة في الشهر مدتها ساعة واحدة فقط وله الآن أكثر من 4 سنوات في الحبس الانفرادي بدون محاكمة !

تحديث:
بعد أن أفرج عنه افراجا مؤقتاً تحت الإقامة الاجبارية في جدة وحتى موعد المحاكمة والتي تمت في مقر المحكمة الجزائية "المتخصصة" الثلاثاء الموافق 12/26 هـ بدون السماح للمحامين فيها بالدخول نطق بها قاضي الجلسة العجيري الحكم بـ 15 سنة سجنا بحقه استنادا إلى اتهامات في لائحة الادعاء العام منها التشكيك في استقلالية القضاء والسعي للسلطة وتأليب الرأي العام وتأييد منهج القاعدة ونزع يدٍ من طاعة وغيرها من التهم التي تم تفنيدها من قبل الشيخ في وقت سابق كما اعترض الشيخ على الحكم وسيتم الاستئناف ضده.

وكان الشيخ يعمل في مجال الإصلاح السياسي والحقوقي السلمي، فهو من الأعضاء المؤسسين للجنة الدفاع عن الحقوق الشرعية في عام 1413 هـ (1993م)، ومنذ ذلك التاريخ وهو يساهم في الفعاليات الإصلاحية والحقوقية، بصياغة وتوقيع العرائض التي يعدها ويرسلها الإصلاحيون إلى المسئولين في الدولة، وقد اعتقل عدّة مرات على خلفية نشاطاته الحقوقية السلمية، وأمضى خلالها سنوات طويلة في غياهب الزنازين الانفرادية والسجون السياسية.


المحامي الشيخ / سليمان الرشودي
• من مواليد عام 1937م (74 سنة ).

• حصل على الماجستير من معهد العالي للقضاء في عام 1391هـ (1971م)، وعنوان رسالته كانت (المرأة في الإسلام).

• عمل في وزارة العدل قاضيًا، ثم إداريا في كتابة العدل، ثم عمل في وزارة الزراعة (مستشار شرعي) ثم استقال من العمل الحكومي.

• بدأ مزاولة المحاماة عام 1396هـ (1976م)، وكان من أوائل من عمل بالمحاماة.

• تتلمذ على علماء منهم الشيخ عبدالله بن حميد، ولازم دروس الشيخ عبد العزيز ابن باز-رحمه الله- منذ عام 1405هـ حتى وفاته.

• شكل لجنة الدفاع عن الحقوق الشرعية مع ناشطين آخرين واعتقل بسببها عام 1413هـ (1993م).

• قاد المظاهرة السلمية في بريده عام 1415هـ (1994م) للتنديد باعتقال الشيخ سلمان العودة واعتقل بسببها أربعة أعوام حتى رمضان 1418هـ (1997م).

• شارك في صياغة والتوقيع على عرائض إصلاحية واعتقل بسبب ذلك عام 1425هـ (2004م) مع مجموعة من الإصلاحيين.

• صاغ لائحة اعتراض لتقديمها لديوان المظالم ضد وزارة الداخلية لاعتقال مجموعة من موكليه بدون محاكمات ولكنه أعتقل قبل تسليمها لديوان المظالم حيث اعتقل بجده في 14/1/1428هـ (1/2/2007م) هو ومجموعة من المحامين والأكاديميين في استراحة المحامي عصام بصراوي حيث كانوا يتدارسون اللائحة ليتم تقديمها لديوان المظالم في يوم السبت 15/1/1428هـ لكنهم اعتقلوا قبل تسليمها بيوم واحد.

وهذي عريضة قدمها من حبسه الانفرادي بالرسالة التالية التي يوضح فيها ظروف اعتقاله ومعاناته.

"نماذج من المعاناة التي لاقيتها منذ جرى اعتقالي أنا و زملائي منذ أكثر من ثلاثين شهرا
1. جرت مداهمة الغرفة التي نحن جالسون فيها بإلقاء قنبلة صوتية قوية على باب الغرفة ثم مداهمة الغرفة بفرقة عسكرية مدججة بالسلاح وأفرادها ما يقارب العشرة ملثمون وأمرونا بالانبطاح على وجوهنا على الأرض وذلك بصوت مرعب مهدد وربطوا أيدينا بالكلبشات من الخلف وبقينا أكثر من ثلاثين دقيقة وخدودنا على البلاط والكلبشات قد آلمت أيدينا من شدة ربطها والتهديدات متوالية لا أحد يتكلم ولا يشكوا والذي تكلم دفعوه من الخلف وسحبوه بعنف وأبقوه في داخل سيارة السجن المعروفة ذات الصندوق المغلق والمظلم والتي تنتظرنا، قاموا بتفتيش جميع غرف ومرافق استراحة عصام بصراوي الذي كان ملقى على وجهه معنا ولم يستثنوه رغم أنه معاق جسديا ثم اصطحبوه معهم وهو على عربته المعروفة ليفتح لهم جميع الغرف والمرافق في الاستراحة. هذه المعاملة القاسية والعنيفة في المداهمة المذكورة رغم أن الاستراحة كان باباها مفتوحا وهم يعرفون كل فرد منا جيدا لأننا إما محام أوأستاذ جامعة أو طبيب وأعمارنا تتراوح بين الخمسين والسبعين ومع ذلك عاملونا وكأننا عصابة تهريب مخدرات أو شباب تفجيرات.

2. أنهم مارسوا معي أثناء التحقيق لاسيما في أسابيعه الأولى ألوانا من التعذيب النفسي والضغوط النفسية، على سبيل المثال أن أحد المحققين أغلق علي غرفة التحقيق من الساعة التاسعة مساء حتى الساعة الرابعة فجرا والغرفة خالية من أي

فراش ولا حمام والوقت شتاء والمكيف شديد التبريد والمحقق أمر الحراس بحراسة الغرفة ومنعني من الخروج لكني رفضت بعد ذلك التعامل أو الحديث مع هذا المحقق، ثم جاء محقق آخر برتبة عميد فصار يتعامل معي بأسلوب وقح ويأمرني أحيانا أن أجيب على الأسئلة وأنا واقف وعندما أجبته على أسئلته قال إني أكاد أستفرغ من هذه الإجابات.

3. حاولوا أن يغروني بعرض المال لي أو لأحد من قرابتي أجبتهم بأني مستغن أنا وسائر قرابتي ولا حاجة لأحد منا إلى أي مبلغ.

4. أبقونا لمدة عشرة أيام تقريبا في سكن جيد في فلل في أبحر ثم نقلونا بعد ذلك إلى زنازين ذهبان وكما هي معروفة حياة الزنازين الصغيرة والكاميرات فوق رؤوسنا ليلا ونهارا والطعام يدخل من الفتحة الصغيرة المعروفة في سجون المملكة في الحائط ثم تغلق، التشميس مرة أو مرتين في الأسبوع لفترة عشر دقائق وقليل منهم من يكملها خمس عشرة دقيقة، بقيت في تلك الزنزانة ما يقارب خمسة أشهر وإذا أخذونا إلى قسم التحقيق أغمضوا أعيننا ذهابا وعودة.

5. أصبت بإغماء نتيجة فقر الدم ونقلوني إثر ذلك إلى مستشفى عرفان وبقيت في المستشفى لمدة أسبوع ثم نقلوني إلى فلل أبحر وجاء إلي محققون جدد من الرياض وكان تعاملهم لا بأس به وصار أفراد عائلتي يزورونني وكانت معاملة الأفراد ورئيسهم لنا جيدة في هذا المكان لكن ما زال السجن انفراديا وما زلنا محرومين من الأقلام والأوراق والتفتيش جار لعائلاتنا وزوارنا عند الدخول والخروج بعد الزيارة.

6. بعد سنة تقريبا نقلت إلى مستشفى عرفان بدون شكوى أو مرض وعزلت في قسم نسائي من المستشفى وهو قسم الولادة وكنت أظن أول الأمر أنها فحوصات لمدة أسبوع كالمرة السابقة ولكن اتضح أن المقصود هو عزلي وإبعادي عن زملائي.

7. ما زلت في هذا القسم من المستشفى منذ أكثر من ستة عشر شهرا وفي سجن إنفرادي منذ ثلاثين شهرا محروم لم أر الشمس منذ ستة عشر شهرا تعرضت نتيجة لذلك لعدة أمراض أولها انزلاق غضروفي في وركي الأيسر عانيت منه آلاما مبرحة ثم بعد بضعة أشهر أصبت بتكلس في كتفي الأيمن فصرت لا أستطيع النوم من آلامه لأيام عديدة وما زالت الآلام إلا أنها أصبحت أخف من السابق.

8. أنه جرى التضييق علي منذ عشرة أشهر فضيق وقت الزيارة وأصبح يرافقنا أثناء الزيارة داخل الغرفة عنصر نسائي من المباحث تحصي علينا أنفاسنا وأحيانا تأمرنا برفع صوتنا أثناء الحديث وإن كانت أحاديث أسرية عادية وشددوا علي وعلى زواري من عائلتي في التفتيش الدقيق حتى صارت هذه المرأة التي تفتش النساء تفتش حتى الأعضاء الحساسة من نسائي وبناتي إلى درجة أنها أحيانا تأمر المرأة التي ترتدي الفوط الصحية بإخراج الفوط لتفتشها وكأنها تفتش عصابة مخدرات.

9. اشتكيت وكررت الشكوى ولكن بدون جدوى وأحيانا يفتشون غرفتي فيأخذون حتى فنجان القهوة المصنوع من البلاستيك والملعقة وصادروا قارورة عطر قيمتها أربع مائة ريال رغم أنهم قد أذنوا بدخولها ولكن كل عنصر يتصرف حسب مزاجه فعنصر يأذن بدخولها ويأتي عنصر آخر يفتش فيأخذها ويصادرها لا لشيء إلا لأنه تعمد مضايقتي واستفزازي.

10. لمجرد حصول موقف بيني وبين عنصر من الأفراد وجد قلما في غرفتي فأخذ يتطاول علي بالكلام فقلت له أنت إنما وجدت قلما وهذا حق من حقوقي كإنسان ولم تجد رشاشا ولا مسدسا فجرى بيني وبينه مناقشة حول هذا القلم فما كان منه إلا أن كتب عني تقريرا سياسيا ابتدعه وكتبه كذبا وزورا إلى مساعد وزير الداخلية فلم يمض أسبوعا أو أسبوعان إلا وقد جاءني محقق ومعه صورة خطاب تأنيب شديد اللهجة وكأنه أخذ تقرير هذا العنصر في سن المراهقة أخذ قضية مسلمة مع أني أجبت بأن هذا كذب محض لا أساس له من الصحة وإنما هو نتيجة مزاج مراهق جاهل استغل كونه عنصر مباحث فحسب.

11. أنه مضى على سجننا أكثر من ثلاثين شهرا دون تهمة أو محاكمة.

12. أنهم أثناء التحقيق معي كرروا علي أسئلة هل أنت تدعم حركة حماس الفلسطينية ماديا ودققوا في الأسئلة حول النواحي المالية حيث ذهبوا إلى البنك الذي أتعامل معه فأخذوا من البنك ومن مكتبي كشوفا من حساباتي لدى البنك وصاروا يسألونني عن أي مبلغ صرفته مهما كان صغيرا أين صرفته حتى وإن كان مصاريف عائلتي فلما سألتهم عن هذا التدقيق في الأسئلة حتى مصاريف البيت أجابني المحقق قائلا هكذا تقضي القوانين الأمريكية، وقد سألوا البنك ثم سألوني عن رصيدي في البنك وعن أية مبلغ سحبته أين ولماذا سحبته وأين صرفته وحققوا مع الموظف لدي في مكتبي.

13. أنهم بعد اعتقالي قاموا بتفتيش بيتي ومكتبي فأخذوا الكمبيوترات التي وجدوها في المكتب أو في أحد بيوتي حتى وإن كانت لأحد أفراد العائلة من النساء والأولاد كما فتشوا مكتبتي في بيتي، أيضا أنهم أول الوقت يوفرون المسكن والسيارة لعائلتي التي تأتي من الرياض لزيارتي ومنذ نقلت للمستشفى لم يوفروا لعائلتي التي تأتي من الرياض لا سكن ولا سيارة ولا تذاكر سفر ولا أي شيء.

14. أنهم منذ نقلوني إلى مستشفى عرفان ضيقوا مجال الزيارة فلم يسمحوا بالزيارة إلا لأولادي وزوجتي وإخوتي حتى أحفادي منعوهم من زيارتي ورجعوهم بعد ما جاءوا من الرياض دون أن يمكنهم من زيارتي."





 سليمان الرشودي يبين حقيقة قضيته وزملاءه 


اعتقال الشيخ سليمان الرشودي ورفاقه





سيرة المحامي سليمان الرشودي
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.