الأحد، 8 يناير 2012

قصة معاناة زوجة السجين فرحان عامر الشهري كما ترويها بنفسها






بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أتقدم أنا زوجة السجين (فرحان عامر الشهري) المسجون منذ عام 1422هـ بسرد قصة معاناتي إليكم وليعلم الجميع أنني لا أسطره لكم بمدادٍ من الحبر وإنما أسطره وأخطه بمداد من الألم والأسى والعبرات ومهما حاولت أن أصف معاناتنا الطويلة التي مررنا بها خلال الأعوام الماضية أو أن نسرد المصائب والأحداث التي تعرضنا إليها والمرارة التي تجرعتها أنا وأبنائي فإنها والله ستظل كلماتي وأحرفي حائرة عاجزةً بائسة،لا تدري من أين تبدأ...ولا كيف تبدأ ؟


من أين تبدأ هذا البوح يا قلمُ بل كيف تصمتُ والأحداثُ تزدحمُ
هذا النزيفُ على جنبيك منبثقُ وفي فؤادك من فرط الأسى ندمُ
اكتب فأنت يد التاريخ ما بقيت محابرُ أو تبقى في الوريد دمُ
سألتك الله لا تكتم وإن عصفت بك المنون فأنت الخصمُ والحكمُ

وحق لكلماتي ذلك ... فكيف ستصف معاناة زوجة وأبناء حُرموا من والدهم سنوات طويلة ذاقوا فيها كل أنواع الحرمان بمختلف صورة وأشكاله وسأذكر لكم معاناتي في بعض نقاط لآنه يستحيل أن اكتب لكم معاناتي كاملة فلن تكفيني عشرات .. بل مئات المجلدات في ذكر مأساتي فالله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

1/ منذ سجن زوجي عام 1422هـ فقدت أنا وأبنائي الخمسة كل معاني الحياة المطمئنة السعيدة فقدنا الحب والحنان والرحمة والإحسان فلقد كان أبنائي صغاراً وكان يجب علي أن أقوم بتوفير ما يحتاجونه من متطلبات الحياة الصعبة مع أنني والله لست موظفة ولم يكن زوجي لديه دخل مادي لأنه كان يعمل في شركة خاصة ، ويعلم الله أنني قضيت السنوات الأولى من سجنه وأنا أعيش على نفقة المحسنين وأهل الخير ومع ذالك تصبرت وتجلدت على ضنك العيش وحاولت الصمود في وجه الحياة .

2/ لم تمضي سنتان على سجن زوجي إلا وأفجع بمصيبة اعتقال ولدي (عامر) الذي قبض عليه أمام بيتي عام 1425هـ فقد كان هو ابني الأكبر الذي كنت ارسم فيه الآمال بأنه سيعوضني عن فراق والده لأنه في تلك الأيام كان قد تخرج من السنة الثانية من المرحلة الجامعية، فكنا نعده الأمل بعد الله بأنه سيكون لنا المعين في إسعادنا وتوفير حياة كريمه طيبة لنا بعد سجن والده ولكن للأسف ذهبت أحلامنا أدراج الرياح فهاهي السنة السابعة منذ سجنه وهو لا يزال بين قضبان السجن.

وليت الأمر يتوقف عند اعتقاله فحسب ولكن خلال هذه السنوات لقي ابني صنوف شتى من التعذيب والقهر والظلم فبعد عام من سجنه هنا في الرياض تم نقله إلى سجن نجران وظل بها ثلاث سنين ذُقنا نحن أسرته فيها أنواع الألم والمشقة الشديدة بسب السفر وتكبد مئات الكيلومترات من أجل زيارته ورؤيته وذاق هو فيها أشد أنواع الألم أيضاً مما لقيه وما حدث معه في سجنه هناك من تعذيب وإهانة وإذلال فقد كان يتم تقييد يديه ورجليه معاً ثم يوضع على الأرض من دون فراش أو غطاء ليظل أياماً وهو على تلك الحاله ولا يسمح له الا بأكل القليل من الطعام وكأس ماء فقط ليعيش طوال اليوم في جوع وعطشٍ وعذاب نفسي عظيم لا يعلمه الا الله ولم يكن يسمح لهم أيضاً في تلك الفترة العصيبة أن يتكلم احدٌ مع صاحبه الذي يعيش معه في نفس الغرفة ومن يتكلم يتعرض لأشد الضرب والتنكيل ، وبعد طول مطالبات وطول انتظار تم إعادته إلى سجن الحائر عام 1429هـ ولكن للأسف عاد ولدي ليرى أشكالاً وفنون أخرى من العذاب منها على سبيل المثال لا الحصر، أنه وضع في زنزانة إنفرادية وظل بها وحيداً فريداً ستة أشهر كاملة ولم يسمح له حتى بالاتصال علينا وكل جريمته أنه طالب الجندي الذي يقوم بشراء ما يحتاجون إليه من متطلبات أن يرد إليه ماله الذي أخذه بدون وجه حق فما كان منهم إلا أن تم وضعه بل رميه في زنزانة طيلة تلك الستة أشهر ثم بعد مطالبات شاقة من قبلي ومهاتفة بعض المسؤولين في سجن الحائر تم إرجاعه إلى غرفته ليقضي فيها شهرين فقط ثم أعادوه إلى زنزانته ليقضي فيها أشهر أخرى وقد كنت في تلك الفترة عندما أقوم بزيارته أجد ولدي في حالة نفسية سيئة جداً لدرجة أنه أصبح لا يتكلم معنا في الزيارة ويظل طوال وقت الزيارة وهو سارح الفكر حزيناً بائسا، فكيف لقلبه المسكين أن يتحمل كل هذه الضغوط فهو يعاني فراق الأهل والوالدين وفراق الأنيس داخل السجن أيضاً والمصيبة العظمى انه حتى الآن لم ينظر في أمره ولم يصدر في حقه أي محاكمة وهكذا ضاع مستقبل ولدي ومضت زهرة شبابه وهو رهن القيد والاعتقال بدون جريمة تذكر بينما أرى زملاؤه وأقرانه الذين هم في سنه قد تخرجوا من جامعاتهم وتوظفوا وتزوجوا ومنهم والله من قد أصبح له أطفالا أما ابني فهاهو عمره يمضي وشبابه يذبل وهو لا يزال سجيناً حبيسا.



أبني الصغير (ثواب) الذي كان عندما سجن والده يدرس في الصف الخامس الإبتدائي مرت طفولته كاليتيم الذي حُرم من حنان الأب وحُرم أيضا حنان وعطف الأخ الأكبر لم تمضي سنوات قليله إلا وتأتي المصيبة التي خارت معها كل قواي فقد تم إعتقاله في أصعب الظروف والأحداث التي مرت علي في حياتي فقد شاءت أقدار الله أن يوافق وقت اعتقال ابني وقت وفاة أمي الحنون التي كنت ألجأ إليها بعد الله في مواساتي لتجتمع على قلبي المحزون الهموم والأحزان من كل مكان وليتهم على الأقل عاملوه بما هو مناسب لعمره فقد كان حين اعتقاله يدرس في الصف الثاني ثانوي ولكن للأسف وجد من سجن أبها معاناةً تعجز كلماتي عن وصفها تعرض فيها لكل أنواع التعذيب من تسهير وتقييدٍ للأيدي والأرجل ومكوثها أسابيع مقيدة ووضعه في زنزانةٍ وبقاؤه فيها بالأشهر فكيف بالله عليكم يعاملوا شاب صغير في أول مقتبل عمره بكل هذه القسوة والعنف وكأنه مجرمٌ أو سفاك دماء..
وقد مكث ولدي (ثواب) ثلاثة أعوام في السجن ضاع فيها مستقبله كأخيه الاكبر وحُرم من مواصلة دراسته وبناء مستقبله ولا يفوتني أن انبه على أمر مهم هو أننا منذ سنتين نسعى جاهدين بأن يكمل أبنائي دراستهم وتعليمهم وقد قمنا بتسجيل ابني (عامر) في الجامعة إنتساباً وتمت الموافقة من قبل الجامعة ولكن منذ سنتين وسجن الحائر يماطل في إنهاء الإجراءات المناسبة التي يستطيع من خلالها أن يواصل ابني تعليمه.

بل إن أبسط حق لهم وهو أن يتم جمع أبنائي (عامروثواب) داخل السجن بأن يضعونهم سوياً في غرفة واحدة لم أجد من يسمع لمطلبي وقد كتبت عدة خطابات إلى المسؤولين في إدارة سجن الحائر أطالب وأناشد بأن يتم جمعهم في غرفة واحدة كغيرهم من السجناء الذي تم جمع الأقارب سوياً ولكن.. للأسف " لا حياة لمن تنادي " فإن كانوا قد حُرموا الاجتماع خارج السجن فلماذا يحرمونهم الاجتماع داخل السجن لتخف علينا وطأة معاناة فراقهم ..

ألا يكفي حرمانهم من والدهم الذي لم يرونه منذ لحظة دخولهم السجن طيلة هذه السنوات الماضية مع أنهم كانوا جميعاً_قبل نقل والدهم لسجن الدمام _ يقبعون في سجن واحد في مكان واحد وتحت سقف واحد (سجن الحائر) مع أننا بذل المستحيل بالمطالبة بجمعهم داخل السجن أو حتى السماح لهم بالزيارة لبعضهم فقد كانت قلوب أبنائي تحترق لوعة وحزناً يريدون أن يروا والدهم ولو دقائق معدودة؟
ألا يكفي حرمانهم أمهم وإخوانهم وذويهم وأقاربهم ؟
ألا يكفي حرمانهم حريتهم ومستقبلهم وحياتهم السعيدة ؟
فلماذا؟ .. لماذا ؟ يحرمونهم بأن يجتمعوا سوياً داخل السجن ليواسي كل واحد منهم أخاه في مصيبته وليخفف عنه معاناته ؟

وفي نهاية الأمر:
عندما رأى ولدي (ثواب) ما يحصل له ولأخيه ولوالده من تضييع للحقوق وعدم استجابة للمطالب شرع في الإضراب التام عن الزيارة والإتصال منذ تاريخ (1/4/1432 هـ) حتى يوم الأربعاء الموافق (13/7/1432هـ) .. ولكن بحمد الله تعالى .. تم خروج ولدي الصغير (ثواب فرحان الشهري) في شهر رمضان من عام 1432 هـ بعدما قضى ثلاث سنوات في السجن ظلماً وعدواناً ..


أود ذكر بعض الأحداث التي تعرض لها زوجي وكيف تم هضم حقوقه التي يجب أن تعطى له كإنسان له حق العيش في هذه الحياة ..
فأولها: / منذ لحظة دخول زوجي السجن وضع في زنزانة ضيقه انفرادية وسلطت عليه ثلاث كاميرات مراقبه حتى في دوره المياه_أعزكم الله_ لا يستطع أن يتوارى عن هذه الكاميرا وظل ما يقارب سنه وهو يعيش داخل هذه الزنزانة الموحشة التي لا يمكن لأي إنسان أن يتحمل المكوث فيها يوما واحدا فضلاً عن سنه حتى صدرت محاكمته بالسجن (12عاماً), إضافة إلى انه لم يكن يستطع النوم ليلاً بسبب تسليط الكشافات الضوئية عليه والتي تسببت إلى إصابة زوجي بضعف في بصره .

2/ أثناء زيارتنا لزوجي كانوا يعاملوننا بفوقية وكأننا مذنبون أو أصحاب جريمة فلم نكن نجد إلا سوء المعاملة والإذلال فكانوا يجعلوننا نقضى الساعات الطوال ننتظر السماح لنا بالدخول على زوجي وعندما نكون في غرفة الزيارة يحاولون تعكير صفونا وذلك بإدخال العساكرعلينا فجأة ثم خروجهم وغرضهم هو استفزازنا فقط وكانوا ينادون بين كل فتره وأخرى بأن وقت الزيارة قد انتهى أو يقومون بفتح الباب وإغلاقه عدة مرات مع العلم أن وقت الزيارة هي ساعة واحده فقط بعد مضي شهر كامل، فماذا بالله تصنع ساعة في إعطاء الوالدين والأبناء والأخوان أم الزوجة حقهم من السلام والتحدث عن الأحوال أو حل لبعض المشكلات التي تطرأ على الأسرة خاصة بعد غياب الأب عنهم ؟؟ ومع ذلك كانوا يبذلون المستحيل لكي يحرموننا الجلوس مع زوجي بصفاء وراحة بال.

3/ زاد الظلم والطغيان وأصبحوا بدون سبب أو ذنب يجعلون قوات الطوارئ تدخل فجأة على السجناء وتفجعهم داخل عنابرهم وتقوم بضربهم وتقييد أرجلهم وأيديهم ثم رمي كتبهم ومصاحفهم وتجريدهم من أكثر ملابسهم ثم صادروا جميع ما كان معهم من بطانيات وملابس وكتب ومكث زوجي ومن معه 28 يوماً ليس لديهم ما يفترشونه أو يلتحفونه ليقيهم برد الشتاء القارص ولم يسمح لهم حتى بغسل ملابسهم أو تغييرها وعندما ذهبنا لزيارة زوجي بعد شهر تفاجئنا بشكله ومنظره وسوء رائحته وملبسه فأخبرنا بأنهم يعيشون في سجنهم على العراء ليس لديهم أي غطاء أو كساء ولم يسمح لهم حتى بالتنظف والاغتسال .

4/ لم يتوقف التعذيب والإذلال عند هذا الحد بل فرضوا على السجين في عام 1426هـ ، أن لا يخرج من سجنه للزيارة إلا بعد أن يتم وضع القيد على يديه ورجليه ثم تغطية عينيه وعندها لم يرض زوجي بهذا التمادي في الإذلال فأضرب عن الزيارة منذ ذلك العام حتى الآن أملاً بأن ترجع للسجين كرامته التي سلبت منه.

5/ في 1428 توفي والد زوجي وعندها طلبنا من وزارة الداخلية ان يتم السماح لزوجي بحضور جنازة والده والصلاة عليه في مدينة النماص في المنطقة الجنوبية فما كان منهم إلا أن نقلوا زوجي إلى مدينة أبها ولكن للأسف تم استغلال هذا الموقف العصيب لتحطيم معنوياته وتعذيبه نفسياً فقاموا بسجنه في زنزانة لا يستطيع أن يقف فيها بل إنها والله أشبه ما تكون بمقبرة موحشة وظل فيها سبعه أيام لا يعلم فيها بالليل ولا بالنهار ثم أعادوه إلى سجنه في الحائر فلم يحضر العزاء ولم يشهد الجنازة وهذا أكبر دليل على انعدام الإنسانية فلم يقدروا مصابه وانه في حالة عزاء لفقد والده ولكن زادوه ألما ومرارة وتعذيباً .

6/ في نهاية عام 1428هـ اضرب عن الطعام والشراب مجموعة كبيره من السجناء ولم يستطع إقناعهم بإنهاء الإضراب والرجوع إلي صوابهم إلا زوجي ولم يقابل فعله ذلك بالإحسان إحسانا وإنما كان جزاؤه أنهم منعوه من الاتصال بأهله وذويه وبسبب سوء تعاملهم واستهزائهم بكرامة زوجي قرر بعدها أن يضرب عن الاتصال تماماً لنُحرم من رؤية زوجي وسماع صوته فأصبح ليس بحي فيرجى ولا ميت فينعى فحسبنا الله ونعم الوكيل.

7/ في شهر شعبان لعام 1430هـ تعرضت والدة زوجي إلى جلطه دماغيه وشلل نصفي فطلبنا منهم السماح له بزيارة أمه قبل أن تأتيها المنية ولكن للأسف لم نجد أي تجاوب وشاء الله أن تموت والدته في يوم الخميس الموافق ( 6/9/1430هـ ) وبذلك يكون قد فقد زوجي أمه وأباه وهو بين قضبان السجن لم يرهم أو حتى يسمع صوتهم ومع ذلك لم نفقد الامل فطلبنا منهم السماح له بحضور جنازة أمه خاصة وأنها موجودة هنا في مدينة الرياض ولكن إدارة التحقيق في سجن الحائر رفضت وبكل قوة وجبروت بل تجاوزت في الظلم والاعتداء لدرجة أنه عندما فتح لنا العزاء لمدة ثلاثة أيام اعتباراً من يوم السبت (8/9/1430هـ ) ذهبنا جميعاً نساء وأطفالا ورجالا وشيوخاً ولم يراعوا أننا في وقت عزاء ومصاب وأننا خرجنا في نهار رمضان وفي شدة لهيب الحر ليجعلوننا نعيش معاناة عظيمه وحرب نفسيه من الصباح وحتى الثالثة عصراً وهم يتلاعبون بأعصابنا فتارة يقولون: ستدخلون الآن للعزاء وتارة يقولون: ليس لديكم زيارة وفي نهاية الأمر وبعد انتهاء وقت الدوام قالوا لنا: اخرجوا فليس لديكم زيارة ولكن تعالوا غداً فأتينا مره أخرى يوم الاثنين 9(/9/1430هـ ) وأكدوا لنا صدقهم هذه المره ولكن صنعوا بنا ما لا يتصوره عقل بشري حيث تظاهروا لنا بحسن نيتهم فما كان منهم إلا أن أدخلونا غرفة واقفلوا الباب علينا ومكثنا في انتظار وقلق مميت حتى الساعة الثالثة والنص ظهراً وبعدها وبكل استهزاء يأتينا ضابط الزيارة ليقول لنا: اخرجوا ليس لديكم زياره ولكن تعالوا غداً للزيارة وهكذا عشنا في مهزلة لم يشهد التاريخ مثلها فلم يراعوا شيخاً كبيراً ولا إمراة ضعيفة ولم يرحموا طفلاً صغيراً بل حاولوا تدمير نفسياتنا واستغلال مصابنا وأحزاننا.

8/ عندما رأى زوجي (فرحان) أن حقوق الإنسان تنتهك ويعتدى عليها وان السجين لم يعد له أي كرامة أو حتى اعتبار لبشريته وانه إنسان يريد أن يعيش داخل السجن عزيز النفس غير مهان أو ذليل ولأجل ذلك كله اتخذ زوجي قراره الأخير بالإضراب التام عن الطعام والشراب منذ يوم الاحد (9/2/1431هـ) حتى يرفع الظلم والتعذيب عن السجناء ويعطون كامل حقوقهم الانسانيه ولكن لا حياة لمن تنادي فليس هناك من يستجيب لمطالبه حتى ساءت حالته الصحية ونقل للمستشفى يوم الثلاثاء (2/3/1431هـ) يحمل وينقل كما يحمل الميت على نعشه.

وظل على اضرابه مستمراً حتى كاد أن يموت ونحن لم نترك باباً إلا وطرقناه ذهبنا لوزارة الداخليه خلال شهر أكثر من سبع مرات ونحن نناشد أن يتم إنقاذ زوجي من الهلاك وأن يتم فتح زيارة لنا لنراه ولنطمئن على صحته خاصة وأن لنا سنوات لم نراه ولم نسمع صوته فقط تأتينا أخباره من بعيد وفي نهاية الأمر نتفاجأ بأنه تم نقله لسجن المنطقة الشرقية لينفى فيها وليقضي بقية سجنه في عزلة تامة عن الحياة فقد تم وضعه منذ نقل لسجن المنطقة الشرقية في تاريخ (13/3/1431هـ) في زنزانة انفرادية ولم يسمح له بدخول الكتب ولا بالصحف والجرائد ولا بمشاهدة التلفاز أوحتى الانتقال إلى سجن جماعي ليجد من يؤانسه في غربته وسجنه وليشاركه مصابه بل وصل بهم الظلم أنهم جعلوه يعيش في قسم الزنازين وحيداً فريداً وأخلوا بقية الزنازين الأخرى التي بجانبه من جميع السجناء حتى لا يتمكن من سماع صوت آدمي أو يتحدث معه أو يأخذ أخبار العالم والمجتمع حوله لدرجة أنه لم يعلم نهائياً عن حدوث الثورات ولم يعلم بما يحصل الآن في الدول العربية فوالله لا يمكن لأي عقل أن يصدق ما يجري لزوجي فهم والله كالذي دفنوه حياً ولا حول ولا قوة إلا بالله ..

ومنذ نفيه في سجن الدمام ذهبنا نحن أسرته إلى هناك عدة مرات خلال الأشهر الماضية نطالب بتحسين وضعه بأن يتم إرجاعه إلى سجن الحائر وجمعه بأبنائه (عامر وثواب) فرفضوا فطلبنا أن يتم على الأقل نقله من تلك الزنزانة الانفرادية إلى سجن جماعي داخل سجن الدمام فرفضوا أيضاً فقلنا ارحموا وحدته وادخلوا له كتباً فرفضوا وقالوا: هذه المعاملة التي يعامل بها والدكم هي أوامرمن قبل المسؤولين اذهبوا إلى وزارة الداخلية وطالبوا هناك بتحسين وضع والدكم. فذهبنا ورفعنا الخطابات والفاكسات ولكن للأسف لا نجد من يسمع لصوتنا أو ينظر في أمرنا أو يرحم حال زوجي.

لكن مسلسل الإستهزاء بكرامة الإنسان لم تنتهي ففي نهاية شهر جمادى الأولى لهذا العام (1432هـ) تم نقل زوجي لسجن الحائر للمحاكمة مرة أخرى مع أنه قد صدر بحقه حكم شرعي في عام (1423هـ) يقضي بالسجن عليه اثنا عشر عاماً وهو حتى الآن لم ينتهي من سنوات حكمه فهو يمضي السنة العاشرة منذ سجنه فكيف تتم محاكمته مرة أخرى وهو لم ينتهي بعد من السنوات التي قد حكمت عليه ؟؟؟
وبعد أسابيع تمت إعادة زوجي لمنفاه وزنزانته في سجن الدمام ثم لم يلبث بها إلا أياماً ليتم بعدها نقله لسجن ذهبان بجدة ليتم احضاره للمحكمه وعرضه على القاضي مرة ثالثة يوم السبت الموافق (22 /8/1432هـ) ثم استمرت مهزلة المحاكمة والمماطلة من نقله من مدينة لأخرى حتى شهر ذي الحجة من عام 1432 هـ حيث نقل لسجن الحائر وجيئ به مقيد اليدين والرجلين ليمثل امام القاضي ولا نعلم متى ستنتهي هذه المسرحية الكاذبة.

أخيراً: نسأل الله أن يجعلكم سبباً في تفريج الكرب عن زوجي وولدي ونصرتهم فمن لنا بعد الله سوى المنصفين والعادلين الذين يأبون الظلم فإليكم نكتب مأساتنا وكلنا أمل بأنكم لن تخيبوا حسن ظننا فيكم .
فالله الله في إخوانكم المسجونين لا تتركوهم وساندوهم وكونوا عوناً لهم ..
سائلين الله أن يحفظكم ويرعاكم بعينه التي لاتنام وأن ينفع بكم الاسلام والمسلمين .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مقدمته
زوجة السجين: فرحان الشهري
ووالدة السجين:عامر فرحان الشهري
 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.