الخميس، 8 ديسمبر 2011

الشيخ الدكتور سعيد بن مبارك آل زعير





الشيخ الدكتور سعيد بن مبارك آل زعير
أستاذ الإعلام والعلاقات الدولية سابقا في جامعة الامام محمد بن سعود، خطيب جامع، له اهتمامات ومحاضرات في التربية والسلوك الاجتماعي، له دور كبير في نصح المسؤلين.


حياة الشيخ ونشأته
ولد الشيخ في مدينة ليلى بمنطقة الأفلاج جنوب مدينة الرياض عاصمة السعودية، وذلك عام 1370 هـ. في تلك المدينة نشأ الشيخ حياته الأولى، وفي مرحلة مبكرة من حياته توفيت والدة الشيخ رحمها الله، وكان لا يتجاوز الثانية من عمره، فعاش يتيم الأم.


تربى الشيخ في كنف والده -رحمه الله- تربية حازمة، حيث كان والده معروفاً بالحزم والصرامة في الأمور، لا يعرف التهاون في شؤونه، وكان ذلك مؤثراً لا ينكر في شخصية الشيخ التي عرفت الصرامة والصلابة والثبات على المبدأ نهجاً في حياته.


سيرة الشيخ العلمية والوظيفية:
انتقلت أسرة الشيخ إلى الرياض ، وفيها درس المرحلة الابتدائية والمتوسطة والثانوية ، كان فيها الشيخ معروفاً بالجد والحرص في الدراسة وطلب العلم، وفي المرحلة الثانوية حصل الشيخ على المركز الثاني على مستوى طلاب منطقة الرياض.


حينما تخرج الشيخ من المرحلة الثانوية عيّن مدرساً، وظل كذلك قرابة أربع سنوات، لكن الحرص على طلب العلم أعاد الشيخ إلى مقاعد الدراسة والتحصيل في كلية الشريعة بالرياض، وفيها تخرج سنة 1393 هـ.

واصل الشيخ مسيرته في التعليم، ثم عيّن مديراً لإحدى مدارس المرحلة الثانوية، أظهر فيها الشيخ كفاءة إدارية أهلته لكي يختار مديراً لمعهد إعداد المعلمين بالخرج، واستمر هناك حتى تم تعيينه مديراً للتعليم بمنطقة الحوطة والحريق جنوب الرياض.

في عام 1399هـ قرر الشيخ مواصلة دراساته العليا، في تخصص جديد قلما التفت إليه أصحاب التخصصات الشرعية وهو جانب الدراسات الإعلامية، وبمشورة من الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله، سجل الشيخ سعيد بن زعير في برنامج الماجستير بكلية الدعوة والإعلام، وقدم رسالة الماجستير بعنوان (إذاعة المملكة العربية السعودية دراسة ميدانية. تحليل وتقويم) بالاشتراك مع زملاء له، نالوا على إثرها درجة الماجستير بامتياز.

فور إنهائه للماجستير عين محاضراً بالكلية، فسجل رسالة الدكتوراة بعنوان (التلفزيون ودوره في عملية التغيير الاجتماعي) وعليها نال درجة الدكتوراة مع مرتبة الشرف الأولى عام 1406 هـ.

عيّن الدكتور سعيد أستاذاً مساعداً بقسم الإعلام، ثم وكيلاً للقسم، بعدها عيّن وكيلاً للكلية، ومسؤولاً عن برامج دورات المبتعثين التي تنظمها جامعة الإمام بالتعاون مع الجامعات والدوائر الحكومية التي تبتعث موظفيها للدراسة خارج المملكة.

استمر الدكتور سعيد عضواً في هيئة التدريس بالكلية حتى تم اعتقاله يوم الأحد الموافق 4/10/1415 هـ .


أنشطة الشيخ العلمية و الدعوية:
شارك الشيخ الدكتور سعيد في عدد من البرامج والندوات والمؤتمرات في داخل المملكة وخارجها؛ ففي المملكة كان الشيخ سعيد واحداً من أهم المشاركين النشاط الثقافي بمهرجان الجنادرية منذ بداياته الأولى، وحتى سنة اعتقاله فرج الله عنه.

وكان الدور الواضح للشيخ في مشاركاته هو وقوفه وصدامه مع أصحاب الاتجاهات الثقافية والفكرية المنحرفة من يسارية واشتراكية وشيوعية وقومية عربية وغيرها، وكانت معارك شديدة تجري بينه وبينهم كالتي جرت بينه وبين الدكتور محمد عابد الجابري، والدكتور تركي الحمد، والدكتور محمد عمارة الذي مثل دور المفكر الإسلامي، معتمداً على رصيده السابق من التجارب الشيوعية واليسارية والناصرية وغيرها !!!

وفي الرياض شارك الدكتور سعيد في ندوة البرامج الدينية في تلفزيونات الخليج عام 1407 هـ وقدم ورقة عمل بعنوان (دور البرامج في إبراز خصائص شعوب الخليج والتذكير بدورها في خدمة الإسلام، وتقديم العطاء الفكري).

وفي أبها كان للشيخ سعيد حضور في الملتقى الثقافي الذي عقد هناك، و دعي الدكتور سعيد لتقديم ورقة عمل حول الأدب العربي والتيارات الفكرية المؤثرة في نتاج مبدعيه، وكان ذلك عام 1410 هـ.

وفي خارج المملكة كان للدكتور سعيد عدد من المشاركات؛ ففي الإمارات العربية المتحدة نظمت جامعة الخليج مؤتمراً عام 1405هـ دعي إليه الدكتور سعيد ممثلاً لجامعة الإمام وألقى ورقة عمل بعنوان (التكامل بين أقسام الإعلام ومعاهد التدريب والمؤسسات الإعلامية).

كما اشترك الدكتور في عدد من المؤتمرات والدورات التي نظمتها جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في أمريكا وذلك في عامي 87 و 98 م.

أما فيما يخص جانب المحاضرات الشرعية والدعوية؛ فقد كان الشيخ من المشاركين في نشاط الإفتاء في موسم الحج لسنوات عديدة وللشيخ محاضرات متخصصة.

وللشيخ سعيد قائمة طويلة من المحاضرات الدعوية، والتي كان لها دور واضح، وأثر بارز في إبراز تيار الإصلاح.


مسيرة الشيخ في تيار الإصلاح:
كان للشيخ نشاط أكثر فاعلية في تيار الإصلاح الذي تنامى في المملكة العربية السعودية، فقد كان الشيخ سعيد من ضمن الموقعين على خطاب المطالب الموجه للملك فهد بن عبد العزيز عام 1411 هـ و كان من ضمن الوفد الذي سلم الخطاب للديوان الملكي، وكذلك كان من الموقعين على مذكرة النصيحة التي رفعت للملك فهد في نفس العام.

وللشيخ مواقف أخرى ناصعة، فحين تأزمت الأحوال في الجزائر كان للمشايخ وقفة لتصحيح الوضع كتبوا خلالها مرئيات وخطوات إجرائية ينبغي أن تتبع حتى تزول الغمة عن الأخوة المسلمين في الجزائر، وكان للشيخ سعيد دوره في ذلك الحدث.

وتأتي قضية الصلح مع اليهود والتي كثر حولها النقاش والبحث على جميع المستويات الشرعية من حكام وعلماء شرع، فكان للشيخ سعيد حينذاك وقفة لا تنسى؛ حينما نظم ومعه عدد من المشايخ لقاءً مع سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز - رفع الله درجته وأجزل مثوبته - وتناولوا في ذلك اللقاء الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يحتوي عليها الصلح بين السلطة الفلسطينية و إسرائيل، والتي كانت دونما شك هزيمة فاضحة لكل مسلم، وقد تمخض هذا اللقاء أن أصدر سماحة الشيخ عبدا لعزيز- رحمه الله - فتوى تقضي بحرمة الصلح مع إسرائيل وتحذير المسلمين من مغبة هذا الصلح الاستسلامي.

وبعد هذا اللقاء صدر أمر من وزارة الداخلية بإيقاف الشيخ الدكتور سعيد بن زعير عن الخطابة والمحاضرات، فواصل الشيخ مسيرته الدعوية، فأصدرت وزارة الداخلية أمراً باعتقال الشيخ سعيد بن زعير، وتم اعتقاله في4/10/1415 هـ أفرح عنه بعد تسع سنوات تقريبا ثم اعتقل بعدها بعام ونصف حكم عليه خلالها بخمس سنوات سجن عفى عنه الملك عبدالله يوم استلامه الحكم إلا أنه اعتقل ايضا في عام ١٤٢٨ في نهاية شهر خمسه ولايزال في سجن الحاير بالرياض.


يعيش الدكتور سعيد بن مبارك آل زعير عامه الخامس في زنزانته بسجن الحاير بمدينة الرياض، ولم تتمكن أسرته من الاتصال به أو زيارته، حيث لاتعلم عن صحته أو حال سجنه أو موقفه الحالي من حيث المحاكمة أو عدمها، لكن من المؤكد أنه لايوجد من يدافع عنه حيث لامحامي له.


يذكر أن هذا هو الاعتقال الثالث للشيخ سعيد بن مبارك آل زعير حيث بدأت رحلته مع المعتقل منذ العام ١٤١٥ هـ

منح الشيخ جائزة الكرامة لعام 2011 والتي تمنح عادة للمدافعين عن حقوق الإنسان اعترافا لهم بما يبذلونه من جهود وتقديرا لتفانيهم الدؤوب في مجال تعزيز وحماية حقوق الإنسان في العالم العربي.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.