السبت، 3 ديسمبر 2011

نبذة مختصرة من سيرة الشيخ العلامة سليمان بـن ناصر العلوان






الشيخ العلوان، سيرته، ومسيرته:
هو الشيخ سليمان بن ناصر بن عبد الله العلوان، ولد في مدينة بريدة بمنطقة القصيم ونشأ بها، ومنَّ الله عليه بالسعي لطلب العلم عام 1404هـ وله من العمر خمسة عشر سنة تقريباً، حيث كان آنذاك في المرحلة الإعداديَّة المتوسطة، وبعد التخرج منها التحق الشيخ بأحد المعاهد الثانوية لفترة لا تتجاوز خمسة عشر يوماً، وبعد ذلك قرَّر ترك الدراسة النظامية، والتفرغ التام لطلب العلم الشرعي والتلقي عن العلماء، ومطالعة الكتب، حيث كان شديد الميل للحفظ والقراءة في علوم مختلفة، ممضياً أكثر يومه في الحفظ والمذاكرة والقراءة في الكتب.


وقد بدأ الشيخ أولاً بحفظ القرآن وفرغ منه عام 1407هـ، وحفظ كتاب التوحيد للإمام محمد بن عبد الوهاب، والعقيدة الواسطية، والفتوى الحموية لشيخ الإسلام ابن تيمية، والبيقونية، وكانت هذه المحفوظات في بداية الطلب، وكان يقرأ حينها في كتب ابن تيمية وابن القيم والسيرة لابن هشام والبداية والنهاية لابن كثير، ومؤلفات ابن رجب، ومؤلفات أئمة الدعوة النجدية، وكان الشيخ يتردد على مجموعة من أهل العلم ليحفظ عليهم بعض المتون على حسب تخصصاتهم، ويختلف في اليوم على أربعة من المشايخ وذلك بعد الفجر وبعد الظهر وبعد المغرب وبعد العشاء.


وحول ذلك يحدِّث أحد تلاميذه عنه فيقول:
قرأ الشيخ على عدَّة مشايخ منهم:
1ـ فضيلة الشيخ الفقيه / صالح بن إبراهيم البليهي حفظ عليه كتاب التوحيد وعمدة الأحكام وقرأ عليه السلسبيل(المجلد الأول منه)، وبلوغ المرام إلى كتاب النكاح.
2ـ فضيلة الشيخ / المحدث عبد الله الدويش حفظ عليه كتاب التوحيد كله، والعقيدة الواسطية، والفتوى الحموية، والآجرومية.
3ـ فضيلة الشيخ / عبد الله محمد الحسين أبا الخيل حفظ عليه نخبة الفكر، والبيقونية، والفتوى الحموية، والرحبية، وبلوغ المرام، وقرأ عليه شرح الطحاوية، وجامع الأصول لابن الأثير، وصحيح البخاري وسنن أبي داود وغيرها .
4ـ فضيلة الشيخ / محمد بن سليمان العليط حفظ عليه الأصول الثلاثة، وبعض زاد المستقنع، وسلم الأصول لحافظ حكمي، وفضل الإسلام لمحمد بن عبد الوهاب ، وقرأ عليه جامع العلوم والحكم لابن رجب، وزاد المعاد لابن القيم وغيرها.
5ـ فضيلة الشيخ / محمد بن فهد الرشودي حفظ عليه الورقات لابن الجويني، وبلوغ المرام لابن حجر، والمنتقى من أخبار المصطفى لمجد الدين أبي البركات ابن تيمية، ومسائل الجاهلية لمحمد بن عبد الوهاب، والكلم الطيب لابن تيمية ،والفوائد الجلية في المباحث الفرضية للشيخ ابن باز، وغيرها كثير .
6ـ فضيلة الشيخ / أحمد بن ناصر العلوان حفظ عليه الآجرومية، وأكثر ألفية ابن مالك، وقد حفظ من النحو أيضاً ملحة الإعراب.
7ـ وقد رحل الشيخ إلى المدينة النبوية عام1413هـ والتقى فيها بفضيلة الشيخ : حماد الأنصاري في بيته على وجه الزيارة فجرى معه بحث في بعض المسائل الحديثية فعرض عليه الإجازة ، فأجازه في الأمهات الست ومسند الإمام أحمد وموطأ مالك وصحيحي ابن خزيمة وابن حبان ومصنفي عبد الرزاق،وابن أبي شيبة، وأجازه أيضاً في تفسير ابن جرير، وابن كثير، وفي النحو أجازه في ألفية ابن مالك وبعض المؤلفات الفقهية وغيرها، وسمع من الشيخ الحديث المسلسل بالأولية (الراحمون يرحمهم الرحمن ..) وهو أول حديث يسمعه بالإسناد إلى رسول الله وكان ذلك بتاريخ 18/8/1413هـ.
8ـ ورحل الشيخ إلى مكة مرات متكررة للعمرة والقراءة على علمائها وقرأ فيها على فضيلة الشيخ / محمد الأنصاري في أصول الفقه .
9ـ وقرأ في مكَّة كذلك على فضيلة الشيخ / ابن صالح المالي، في أوجز المسالك وفي شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك .
10ـ والتقى فيها بفضيلة الشيخ / عبد الوكيل بن عبد الحق الهاشمي، وطلب منه الإجازة وسمع منه بعض سور القرآن فأجازه برواية حفص عن عاصم، وطلب منه سماع بعض محفوظاته لا سيما شيء من صحيح البخاري، فأجازه في الأمهات الست والموطأ وفي تفسير ابن جرير وابن كثير وغيرها، وكان ذلك أيضاً عام 1413هـ .


ثمَّ ختم تلميذه قائلاً: وكان حريصاً أشد الحرص على حفظ المتون العلمية في كل الفنون، ولم يكن يحفظ المتن حتى يقرأ شرحه ويفهم معناه، وفي الفقه كان يحرص على معرفة المذاهب الأخرى بل بحفظ المذاهب الأربعة ، زيادة على ذلك ضبط اجتهادات واختيارات الإمام ابن حزم وشيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم.




* نهم الشيخ بالمطالعة والقراءة بشتَّى الفنون:
يقول أحد تلامذة الشيخ العلوان: سألت الشيخ: كم ساعة تمضيها يومياً في القراءة ؟ فأجاب: أقرأ في اليوم ما يزيد على خمس عشرة ساعة، وهي موزعة بين الحفظ والمذاكرة والمطالعة.


ويضيف تلميذه سائلاً الشيخ: زيادة على قراءتك في كتب العقيدة والحديث والفقه والنحو، هل كنت تقرأ في الكتب الفكرية للتعرف على أحوال العالم ومآسي المسلمين وما يحاك لهم من إفساد فكري وكيد عسكري؟


فأجاب: كنت أقرأ هذه الكتب في بداية الطلب، ومن أوائل ما قرأت كتاب واقعنا المعاصر لمحمد قطب، والمخططات الاستعمارية لمكافحة الإسلام لمحمد الصواف، وفي هذه الأيام أقرأ في هذه الكتب كثيراً، وقد قرأت إلى ساعة كتابة هذه السطور ما يزيد على مائتي كتاب ـ وكان ذلك عام 1421هـ ـ ، كما أني قرأت أهم الكتب في أصول الرافضة والزيدية والمعتزلة وغيرها من الفرق الضالة.


ويقول مضيفاً على ذلك: وقرأت مؤلفات الجاحظ كلها، والكامل للمبرد، ومؤلفات ابن قتيبة وخزانة الأدب، وشروح المعلقات السبع، ومجموعة من دواوين الأدب المشهورة، ونظرت في كتب كثيرة من مؤلفات المتأخرين، وقرأت مؤلفات مصطفى الرافعي، وبعض مؤلفات عباس العقاد، والنظرات بأجزائه الثلاثة للمنفلوطي، ومؤلفات محمود محمد شاكر، وسيد قطب، وآخرين من كبار أُدباء هذا العصر.




* تدريس الشيخ للعلم:
وقد بدأ الشيخ في التدريس والإفادة في بيته عام 1410هـ وفي عام 1411هـ انتقل للإفادة والتدريس في المسجد، وكانت الدروس طوال الأسبوع بعد صلاة الفجر والظهر والمغرب عدا يوم الجمعة. وقد شرح من الكتب في الحديث صحيح البخاري، وجامع أبي عيسى الترمذي، وسنن أبي داود، وموطأ مالك، وبلوغ المرام، وعمدة الأحكام، والأربعين النووية، وغيرها.


وفي المصطلح الموقظة للذهبي، ومختصر علوم الحديث للحافظ ابن كثير، وشرح السخاوي على ألفية العراقي، وفي علم علل الحديث: الجزء المطبوع من العلل لعلي ابن المديني، والتمييز لمسلم، وشرح ابن رجب على علل الترمذي.


وفي العقيدة شرح التدمرية، والفتوى الحموية، والعقيدة الواسطية، وكتاب التوحيد للإمام محمد بن عبد الوهاب، والشريعة للآجري، والسنة لعبد الله ابن الإمام أحمد، والسنة لابن نصر، والإبانة لابن بطة، والصواعق لابن القيم، والنونية لابن القيم وغيرها.


وفي الفقه شرح زاد المستقنع، ومتن أبي شجاع في الفقه الشافعي، والروضة الندية لصديق حسن خان، وحاشية الروض المربع لابن قاسم، وعمدة الفقه لابن قدامة، والرحبيَّة في الفرائض، والورقات في أصول الفقه، ومراقي السعود وغيرها.


وفي النحو شرح الآجرومية، والملحة، وألفية ابن مالك. وفي التفسير شرح تفسير ابن كثير، وتفسير الجلالين، وتفسير البغوي.




* كتب الشيخ ورسائله:
1ـ تنبيه الأخيار على عدم فناء النار.
2- الأمالي المكية على المنظومة البيقونية.
3- التبيان في شرح نواقض الإسلام.
4- شرح بلوغ المرام مطبوع بالحاسب.
5- تنبيه الأمة على وجوب الأخذ بالكتاب والسنة.
6- التوكيد في وجوب الاعتناء بالتوحيد.
7 - الكشاف عن ضلالات حسن السقاف.
8 - إتحاف أهل الفضل والإنصاف بنقض كتاب ابن الجوزي دفع شبه التشبيه وتعليقات السقاف (طبع منه الآن مجلدان).
9 - القول المبين في إثبات الصورة لرب العالمين.
10 - مهمات المسائل في المسح على الخفين.
11 - الإجابة المختصرة في التنبيه على حفظ المتون المختصرة.
12- الاستنفار للذب عن الصحابة الأخيار.
13- القول الرشيد في حقيقة التوحيد.
14- الإعلام بوجوب التثبت في رواية الحديث
15- أحكام قيام الليل.
16 - ألا إن نصر الله قريب.
17 – مجموعة رسائل وفتاوى .


وللشيخ بعض الكتب لم تطبع إلى الآن:
1 - فتح الإله شرح آداب المشي إلى الصلاة (مجلدان مخطوطان).
2 - الدرر حاشية نخبة الفكر (مخطوط)
3 - شرح كتاب التوحيد، وشرح الأصول الثلاثة
4 - شرح الرحبية في الفرائض.
5 - التعقبات على زاد المستقنع.
6 - حكم الصلاة على الميت الغائب.
7 - حكم الاحتفال بالأعياد وغيرها .




* ثناء علماء الإسلام والدعاة على الشيخ العلوان:
فضيلة الشيخ: حمود بن عقلاء الشعيبي ـ رحمه الله ـ  كان ممَّن أثنى على الشيخ العلوان، وبيَّن قوَّة علمه حيث قال: لقد التقيت بكثير من الحفظة، ولكني لم أر من جمع بين الحفظ والفهم إلا الشيخ سليمان فإني لا أعرف أحداً في المملكة يضارعه في ذلك.


وقد اكتسب الشيخ العلوان محبَّة في قلوب العلماء، وشدَّة ثناء عليه وعلى علمه، ومنهم سماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبدالله بن باز ـ رحمه الله ـ فقد أرسل له رسالة قائلاً له:
من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى حضرة الابن المكرم فضيلة الشيخ: سليمان بن ناصر العلوان وفقه الله لما فيه رضاه ـ وزاده من العلم والإيمان آمين


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد :


فقد اطلعت على بعض مؤلفاتكم وقرأت بعض ما كتبتم في الرد على ابن الجوزي والسقاف فسررت بذلك كثيراً، وحمدت الله سبحانه على ما وفقكم له من فقه في الدين، والتمسك بالعقيدة السلفية وتدريسها للطلبة والرد على من خالفها فجزاكم الله خيراً وضاعف مثوبتكم وزادكم من العلم والهدى، وجعلنا وإياكم وسائر إخواننا من عباده الصالحين وحزبه المفلحين ، إنه ولي ذلك والقادر عليه ونوصيكم بتقوى الله سبحانه وبذل الوسع في تعليم الناس العلم الشرعي وحثهم على العمل به والعناية بمسائل العقيدة الصحيحة وإيضاحها للطلبة ولغيرهم في دروسكم الخاصة والعام ، وترغيب الناس من الطلبة وغيرهم في الإكثار من قراءة القرآن الكريم وتدبر معانيه والعمل به والعناية بسنة الرسول الثابتة عنه، والاستفادة منها لأنها الوحي الثاني وهي المفسرة لكتاب الله والمبينة لما قد يخفى من معانيه، سدد الله خطاكم وزادكم من العلم النافع والعمل الصالح وثبتنا وإياكم على الهدى وجعلنا وإياكم من حزبه المفلحين وأوليائه المتقين ومن الدعاة إليه على بصيرة إنه جواد كريم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .


وممَّن كان يثني على الشيخ العلوان كثيراً بل يستفتيه في عدَّة مسائل وقضايا في علم الحديث ومصطلحه الشيخ العلاَّمة: محمد بن صالح العثيمين ـ رحمه الله ـ كما ذكر ذلك لي غير واحد من طلبة الشيخ ابن عثيمين.


وأذكر مرَّة أنني كنت أقرأ على شيخنا العالم الزاهد عبدالله الحسين أبا الخيل في علم العقيدة، وبعد أن فرغ من شرحه لي، قلت له هل كان الشيخ العلوان تلميذاً لك: فقال: نعم كان تلميذاً لي وقرأ عليَّ زاد المستقنع، وإنني أقول لقد فاق الشيخ العلوان بعلمه مشايخه كما فاق البخاري مشايخه الذين طلب عليهم العلم.




*نصرة الشيخ لقضيَّة الجهاد:
لعلَّ أول شيء اشتهر به الشيخ في نصرة قضايا الجهاد والمقاومة؛ إفتاؤه للمجاهدين الفلسطينيين بجواز العمليات الاستشهادية ناصراً قوله بأكثر من ثلاثين وجهاً، وبعد نيَّة الأمريكان في ضرب أفغانستان، أبدى الشيخ حكم الإسلام في حكم معاونة الكفار على المسلمين وحكم مظاهرتهم عليهم، وأفتى بوجوب نصرة المجاهدين في أفغانستان ونصرة الإمارة الإسلامية/ طالبان) لأنَّها هي الممثل الشرعي الوحيد للمجاهدين في بلاد الأفغان، وقد اشتهر وانتشر له شريط في الإنترنت بعنوان "هذا الطريق...فأين الرجال؟!"، وتعرَّض الشيخ بعد ذلك لشيء من المضايقات من حكومة بلاده بمنع التدريس عنه تارة، وتهديده بالحبس أخرى، وهكذا إلى أن ابتدأت الهجمة على العراق من قبل الطغمة الأمريكية المجرمة، فهبَّ الشيخ يذود عن تلك البلد المسلمة، وقد كتب بياناً بعنوان (توجيه الأمَّة في هذه الأحداث ووجوب الإعداد لوقف زحف الصليبيين) وبعدها منع الشيخ من التدريس في بيته، وضيِّق عليه الخناق، حتى قامت أجهزة الأمن في السعودية بإلقاء القبض عليه في مدينة بريدة عصر يوم الأربعاء 28 نيسان ابريل 2004، معتقلاً بدون تهمة له بل لم يقد م للمحاكمة حتى الآن.




* موقف الشيخ من التفجيرات من البلاد الإسلاميَّة؟
يشهد للشيخ سليمان العلوان بالاتِّزان في آرائه وعدم الانسياق وراء العواطف التي تضرُّ ولا تنفع، ومن ذلك فإن التفجيرات التي كانت تتبنَّاها بعض الجماعات الإسلامية المسلَّحة في بلاد الحرمين ويقومون بها، كان الشيخ له رؤية مغايرة لذلك الاتجاه، وتوجه مضاد، بل سئل ـ فكَّ الله أسره ـ عن مدى شرعيَّة تلك التفجيرات وحكمها فأجاب كما في شريط مسموع نشر في الإنترنت، وبالإمكان البحث عنه في أي موقع صوتي ينشر فتاوى العلماء، حيث قال الشيخ العلوان:


(سبق بينت ذلك مراراً, وبيَّنت رأيي بوضوح, وأن هذه التفجيرات غير جائزة فضررها أكثر من مصالحها، والمضار متعددة سبق بينتها للإخوة, وبينت أن هذا الأمر لو لم يكن فيه من المضار إلا ذهاب أرواح بعض المؤمنين لكانت موبقة, فكيف وقد أغلقت بعض المكاتب الدعوية وتسلط الأشرار على الأخيار, وشوهت صورة الجهاد, وصورة الكثير من الصالحين, أنا وغيري إلى الآن لا ندري من الفاعل؛ ولكن ما دام أنها تبرر في الإنترنت وغيره بجواز هذا الفعل, وجواز قتل المسلمين احتجاجا بمسألة التترس, فهذا من أعظم أنواع الجهل، وبعض الناس يغتر بأن بعضهم يستدل, كل شخصٍ يستدل, ما فيه أحد ما يستدل، الجهمية يستدلون, الخوارج يستدلون, المرجئة يستدلون, وليس كل من استدل بدليل صار مصيباً, أو هذا دليلٌ على تبرير فعله, وفي نفس الوقت ليس في الرياض معركة بين المسلمين والكفار، حتى نجيز المزيد من الجروح, طبعاً هناك مسائل متعددة لكن لا أطيل في ذلك ا.هـ)


ومن هذا فإنَّ الشيخ العلوان كان يفرِّق بين الجهاد المشروع وبين ما عداه من الأعمال التي فيها اندفاع وعجلة، تحتاج لضبط نفس، وقوَّة صبر، ورسوخ علم.




نريد أن نسمع منكم يا دعاة المبادئ، ويا حملة الكتاب والسنَّة، أنَّ الشيخ ما سُجِنَ لذنب يستحقه ، فلم يكن يفسد في الأرض، ولم يكن من دعاة العلمانيَّة المنحلَّة، ولم يكن من دعاة الاضطرابات والقلاقل، بل كان صاحب مبدأ، ومشعل نور يستضيء بعلمه هؤلاء المسلمون الذين يدبُّون فوق ظهر الأرض. باللَّه عليكم أيليق بشيخ يحمل همَّاً نبيلاً، وينصر مبدأً عظيماً، ويثبت على القيم الراسخة، أيليق بنا أن ننساه وهو يعاني في سجنه ما يعاني ؟!


قلّ أن تجد في زمننا رجلاً فتح الله له بجميع علوم الشريعة حفظاً وإتقاناً وفهماً، وأوعب منها إيعاباً عظيماً، إلا ندرة ممَّن يسَّر الله لهم ذلك.


وأحسبُ أنَّ الشيخ المحدِّث العلاَّمة، والحافظ الكبير الفهَّامة: سليمان بن ناصر العلوان ـ فكَّ الله أسره ـ ممن منَّ الله عليه في عصرنا هذا ليكون أعجوبة في الحفظ والاطِّلاع والفهم، يتحدَّث عنه العلماء ثناء عليه ، ويتحاكى طلاب الشريعة في مجالسهم عن جواباته المذهلة إن سئل ليحلَّ مسألة غامضة ، ويكشف حقيقة علميَّة خفيَّة ، فيطرق جميع من في مجلس الشيخ من طلاَّب العلم نواكس الأذقان، إجلالاً واحتراماً منهم لعلمه وفهمه.


وإنَّ من القضايا التي ترسخت في ذهني، أنَّ علم الشيخ لا يتضح بتدريسه لطلاَّبه، أو وقت حديثه في محاضراته! كلاَّ إنَّ علم العالم لا يتبيَّن منه إلا حين يُسْأل عن إشكالات تقلُّ الإجابة عنها، فينطلق مجيباً دون أن يحضِّر للإشكال حلاَّ بإتقان للجواب وإقناع للمجاب، بقوَّة منطق يفصل به الخطاب، فإن أردت أن تعلم قوَّة علم الرجل فسله لتعلم كيف يجيب، بدون مداورة أو فذلكة، مطوِّحاً إشكالك، ومريِّحاً لبالك ... وهذا هو العلم ... وهكذا علم الشيخ العلاَّمة العلوان ـ حفظه الله ورعاه ـ


وقد شهد له بذلك القاصي والداني، وتشرفت بعض المجلات ومواقع الشبكة العنكبوتيَّة (الإنترنت) بنشر ما كتبه أو أجاب به كمجلة المجتمع، وموقع الإسلام اليوم، وموقع إسلام أون لاين، وموقع المسلم، وموقع المركز الفلسطيني للإعلام، وغيرها من المواقع والمجلات.


إلاَّ أنَّ الشيخ سليمان ـ حفظه الله ـ لم يشتهر شهرة عالمية إعلاميَّة، لعدم محبته الشهرة والظهور، وخاصَّة في وسائل الإعلام المرئيَّة، مع أنَّه عرض عليه شيء من ذلك من بعض القنوات، كما أنَّه منذ ثماني سنين مُنع من إلقاء الدروس والمحاضرات في منطقته القصيم؛ فما بالك بغيرها من المدن؟!




* نداء لكلِّ ذي قلب يخشى الله والدار الآخرة:
إنني أنادي كلَّ من يحب الله والدار الآخرة، وأخاطب الصادقين من بني الإسلام وحملته، وأهمس في أذن كلِّ داعية يحبُّ نصرة المظلوم، وأهتف لكلِّ من كانت بيده وسيلة لنصرة الشيخ ... بقلمه ... برأيه ... بقوله ... بنشر قضيَّته ... بتحكيمه للعدالة الإسلاميَّة النزيهة، بكل ما يستطيع وبحسب وسعه الصادق.


وأتمنَّى من كلَّ مسئول يستطيع أن يكون له يد في المساهمة بإخراج الشيخ العلوان من السجن.


أنادي العلماء الصادقين، والدعاة الربانيين الذين علَّمونا الصدع بكلمة الحق، وقول الحق لمن كان، وحب الخير للمسلمين، أناديهم وأقول لهم: أين دوركم يا دعاة الإسلام وعلماءه من مخاطبتكم من ولاَّه الله أمركم بأن يفكَّوا أسر الشيخ العلوان، ويفرِّجوا همَّه، ويعيدوا البسمة لأبنائه وأهله؟!


نريد أن نسمع منكم يا دعاة المبادئ، ويا حملة الكتاب والسنَّة، أنَّ الشيخ ما سُجِنَ لذنب يستحقه، فلم يكن يفسد في الأرض، ولم يكن من دعاة العلمانيَّة المنحلَّة، ولم يكن من دعاة الاضطرابات والقلاقل، بل كان صاحب مبدأ، ومشعل نور يستضيء بعلمه هؤلاء المسلمون الذين يدبُّون فوق ظهر الأرض.


باللَّه عليكم أيليق بشيخ يحمل همَّاً نبيلاً، وينصر مبدأً عظيماً، ويثبت على القيم الراسخة، أيليق بنا أن ننساه وهو يعاني في سجنه ما يعاني ؟!


إنَّ سعينا لنصرة الشيخ، ونشر قضيَّته حمل لروح الوفاء لما قدَّمه لأمتنا ونصرتها، وإنَّ ذلك من إجلال أهل العلم ومعرفة حقِّهم، وقد أخبرنا عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة) (2310 - صحيح البخاري)


فهل أنتم فاعلون يا عقلاء قومي؟


وهل ستقومون بنصرة الشيخ وتفعيل قضيَّته؟


لنرى الشيخ يطلُّ علينا من جديد.


عسى أن يكون ذلك قريباً.

مكتبة الشيخ سليمان بن ناصر العلوان 
اسطوانة الشيخ سليمان بن ناصر العلوان – الإصدار الثاني
كتب ورسائل فضيلة العلامة الشيخ سليمان بن ناصر العلوان 





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.